الجولة الثانية من بطولة العالم للراليات الصحراوية

الجولة الثانية من بطولة العالم للراليات الصحراوية
ياس بن حمدان بن زايد يتوج الفائزين في “رالي أبوظبي الصحراوي” 2025
أرقام قياسية ومفاجآت.. ونجاح فاق التوقعات
توّج الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان الفائزين في رالي أبوظبي الصحراوي2025، الذي يمثّل الجولة الثانية من بطولة العالم للراليات الصحراوية، وهنأهم على الإنجاز الذي حققوه والجهود التي قدّموها، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في جزيرة الحديريات في أبوظبي.. حضر الحفل الشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وسعادة عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، والشيخ حمدان بن سلطان آل نهيان، مدير مشروع رئيسي في مجلس أبوظبي الرياضي، وماهر البدري، المدير التنفيذي لمنظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، وعدد من القادة الرياضيين، وتخلل الحفل تكريم الجهات الراعية والداعمة لرالي أبوظبي الصحراوي.
أكد الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان أن رالي أبوظبي الصحراوي يعكس ريادة دولة الإمارات في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية، مشيداً بجهود المنظمين والمتسابقين وأدائهم المميز.. وأضاف : “نحن فخورون بأن يكون هذا الحدث العالمي جزءاً من أجندة الفعاليات الرياضية الكبرى في الإمارات، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات في المستقبل”.
تغير جذري
شهد الرالي هذا العام تغييراً جذرياً في مساره، حيث انطلقت المنافسات وللمرة الأولى من مدينة العين، ثم انتقل إلى منطقة الظفرة، قبل أن يستقر في معسكر القوع، ليصل في مراحله الأخيرة إلى العاصمة أبوظبي.. ويُعد هذا التغيير تحولاً كبيراً ونقلة نوعية في تاريخ الحدث، حيث تقدّر التعديلات في المسار الجديد بنسبة 60% مقارنة بالمسار السابق، في خطوة غير مسبوقة انتظرها عشاق هذا الرالي العريق، ما يعكس التطور والتجديد الذي شهده الرالي على مدار 34 عاماً.
نخبة من أفضل السائقين
ويُعتبر رالي أبوظبي الصحراوي من أبرز الأحداث الرياضية في المنطقة، حيث يجذب نخبة من أفضل السائقين والدراجين العالميين الذين يتنافسون في بيئة صحراوية تتطلب مهارات عالية وقدرة على التحمل، ما يعزّز مكانته بصفته واحداً من أهم سباقات الراليات الصحراوية الطويلة على المستوى الدولي.. وقد تطور رالي أبوظبي الصحراوي على مدار 34 عاماً، ليصبح ركيزة أساسية في سباقات الرالي الصحراوية العالمية، حيث بدأ برؤية جريئة رسمها محمد بن سليم، بطل الشرق الأوسط للراليات لـ 14 دورة والرئيس الحالي للاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، ومن ثم تحوَّل إلى اختبار عالمي للمهارة والقدرة على التحمل والإصرار.
ومنذ انطلاقه عام 1991، استقطب الرالي أشهر المتسابقين العالميين، مثل جان-لوي شليسر وستيفان بيترهانسل، والنجوم المعاصرين مثل يزيد الراجحي وناصر العطية.. كما حظي رالي أبوظبي الصحراوي برعاية من شريك قطاع الطاقة “أدنوك للتوزيع” دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وشريك التكنولوجيا “إي آند”، والشريك الرسمي للخدمات اللوجستية “دي إتش إل”، والشريك في قطاع السيارات “الفطيم تويوتا”.. كما حظي الرالي بدعم من وزارة الدفاع، وشرطة أبوظبي، والدفاع المدني، وشركة أبوظبي للتوزيع، وبلدية منطقة الظفرة، وتدوير، وقناة أبوظبي الرياضية، الشريك الإعلامي.
التحدي والإثارة
زادت التحديثات من صعوبة وإثارة الرالي، بعد انطلاقه للمرة الأولى في تاريخه من العين، وهو ما عبّر عنه البطل العالمي، القطري، ناصر العطية، قبيل انطلاق السباق، بتوقعه أن يكون سباقاً صعباً، لكنه وعد وقتها بتقديم أفضل ما يُمكنه للفوز مرة أخرى، حيث أشار إلى امتلاكه الخبرة والحماس للانطلاق من العين للمرة الأولى وتحقيق الفوز، وهو ما حدث بالفعل، حيث تُوّج “العطية” للمرة الخامسة في أبوظبي.
“العطية” بات يحتل المرتبة الثالثة في القائمة التاريخية للفائزين برالي أبوظبي، فئة السيارات “ألتيميت”، بعد الفرنسيين، ستيفان بيترهانسل صاحب الـ7 ألقاب في رالي أبوظبي، ومواطنه جان لويس شليسيه بـ6 ألقاب، وكلاهما من أبطال العالم، وحصد ناصر العطية لقبه الخامس في رالي أبوظبي، وهو الثاني على التوالي بعد تتويج 2024، بفارق 17 عاماً عن فوزه الأول عام 2008، قبل عودته لمنصات التتويج الإماراتية في نُسختي 2016 و2021.
ورغم صعوبة السباق، تمكن العطية من الفوز به في زمن قدره 14 ساعة و26 دقيقة و55 ثانية، بفارق دقيقتين عن البرازيلي لوكاس مورايس، و11 دقيقة قبل الأميركي سيث كونتيرو، حيث كان العطية قد أنهى النُسخة الماضية في عام 2024، خلال زمن قدره 16 ساعة و20 دقيقة و9 ثوانٍ.
38 فريقاً أكملوا الرالي
وبحسب الموقع الرسمي للسباق، فإن 38 فريقاً أكملوا الرالي، بنسبة 74%، بينما كانت أكبر مفاجآت الرالي، عدم إكمال البطل العالمي الفرنسي، سباستيان لوب، السباق حتى النهاية، وهو صاحب الرقم القياسي بالفوز بـ9 ألقاب في بطولة العالم..وأعادت دانية عقيل كتابة التاريخ في رالي أبوظبي، مثلما فعلت عام 2021، عندما توّجت بكأس العالم لراليات الباها الصحراوية، حيث باتت أول امرأة تفوز بجولة من البطولة، لتُحقق أول فوز لها في بطولة العالم للراليات الصحراوية، في فئة “تشالنجر”، التي شهدت عدم إكمال 3 مشاركين فقط في السباق، بنسبة إنجاز تجاوزت 78%، بينما أنهته «عقيل» في زمن قدره 15 ساعة و44 دقيقة و25 ثانية، بفارق 3 دقائق و28 ثانية، عن صاحب المركز الثاني، الإسباني باو نافارو، وبلغت نسبة إكمال المتسابقين في فئة “إس إس في” 84.6%، التي فاز بها الأرجنتيني جيريمياس فيريولي.
وكان الأسترالي، دانيال ساندرز، قد حقق هو الآخر لقبه الأول في رالي أبوظبي، حيث فاز في فئة «رالي جي بي» للدراجات النارية، بزمن قدره 14 ساعة و20 دقيقة و56 ثانية، التي شهدت إكمال 7 متسابقين الرالي حتى النهاية، من إجمالي 8، وكانت المفاجأة أن الوحيد الذي لم يتمكن من إكمال السباق، هو بطل العالم روس برانش، البوتسواني، على غرار ما حدث مع “العالمي” لوب في رالي السيارات، كما استمرت مفاجآت الرالي الإماراتي، بتتويج الجنوب أفريقي، مايكل دوكيرتي، في فئة “رالي 2″، ليكون أول متسابق يفوز بجميع مراحل جولات العالم في تلك الفئة.. وعبر سعادة عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عن فخره بالنجاح الكبير الذي حققه رالي أبوظبي الصحراوي، قائلاً إنه رسّخ مكانته كواحد من أهم وأعرق الراليات الصحراوية الطويلة في العالم.
3.8 مليون مشاهدة
وقال سعادة خالد بن سليم، رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية: “رالي أبوظبي الصحراوي 2025 هو الأنجح حتى الآن، ومع 60% من المسار الجديد، زادت صعوبة التحدي للمتسابقين وارتفعت الإثارة للجماهير”.. وهو الأمر الذي أكدته إحصائيات التفاعل الإعلامي، حيث وصلت تغطيته العالمية إلى 190 دولة، وتضمنت التغطية الإعلامية حزمة من أبرز اللحظات، امتدت لـ 13 دقيقة لمرحلة التصفيات، إلى جانب خمس حزم يومية من 26 دقيقة سلطت الضوء على مجريات ومنافسات الحدث، وتم إنتاجها باللغتين العربية والإنجليزية، كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً قياسياً، عبر 700 منشور حول الرالي الإماراتي، حصدت 3.8 مليون مشاهدة خلال مختلف القنوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ