“السوربون أبوظبي”

تحتضن أكثر من 1450 طالباً من 69 جنسية
“السوربون أبوظبي”
منارة تعليمية تعزز التبادل الثقافي وتنشر قيم التسامح
شكلت جامعة السوربون أبوظبي منذ تأسيسها في مايو 2006، مركزاً ديناميكياً للحوار المفتوح والتبادل الثقافي ونشر قيم التسامح والتعايش مع احتضانها أكثر من 1450 طالباً من 69 جنسية، إضافة إلى طاقم أكاديمي وإداري من خلفيات ثقافية متنوعة.. وتحرص الجامعة على تطبيق منظومة تعليمية مبتكرة وتعتمد على دمج أحدث أساليب التدريس بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لتعزيز تجربة التعلم وخلق بيئات تعلم ديناميكية.
وقالت البروفيسورة ناتالي مارسيال بْراز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الجامعة تلتزم بترسيخ الابتكار والتعاون والتميّز الأكاديمي بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
عن مبادرات الجامعة لترسيخ ثقافة الابتكار في منظومتها التعليمية، أوضحت أن “معهد السوربون للابتكار والبحوث” (SAFIR)، يعد مركزا رئيسيًا لدعم الأبحاث الرائدة في مجالات عدة، مثل الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والدراسات الثقافية العالمية ، كما يلعب “مركز السوربون للذكاء الاصطناعي – أبوظبي” (SCAI Abu Dhabi) دورا محوريا في تطوير حلول مبتكرة قائمة على الذكاء الاصطناعي، لدعم التحوّل الرقمي والتنمية المستدامة والتقنيات الحديثة التي تشكّل ملامح المستقبل.
تعزيز تجربة التعلم
وأشارت إلى أن الجامعة حريصة، على المستوى الأكاديمي، على دمج أحدث أساليب التدريس بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لتعزيز تجربة التعلم، في حين يُوظّف أساتذة الجامعة لا سيما في مجال تعليم اللغة الفرنسية، تقنيات الألعاب التعليمية، والأدوات الذكية، والمنصات الرقمية التفاعلية لخلق بيئات تعلم ديناميكية وغامرة، ما يضمن تجربة تعليمية ممتعة ومثمرة.
وعن التنوع الثقافي التي تزخر به، قالت ناتالي مارسيال براز، إن الجامعة تستقطب أكثر من 1450 طالباً من 69 جنسية (بحسب بيانات عام 2023)، إضافة إلى طاقم أكاديمي وإداري من خلفيات ثقافية متنوعة، كما تلتزم بتوفير بيئة شاملة تضمن تكافؤ الفرص للجميع، بما في ذلك تقديم مرافق مخصصة وخدمات دعم للأفراد من أصحاب الهمم لضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة الجامعية.
قيم الانفتاح والتسامح
وأكدت حرص الجامعة على تكريس قيم الانفتاح والتسامح، إذ يتبادل الطلبة الأفكار ويخوضون نقاشات ثرية تحت القبة الشهيرة للجامعة، ما يعكس نجاح رسالتها في بناء جسور التواصل بين الحضارات وتعزيز الروابط بين أفراد لم يكن لهم أن يلتقوا لولا هذه البيئة الجامعة، مضيفة: “كما هو الحال في دولة الإمارات، تعد جامعة السوربون أبوظبي نموذجًا حيًا للتعددية، حيث لا يُحتفى بالتنوع فحسب، بل يعد مصدر قوة وإلهام“.
وأوضحت أن جامعة السوربون أبوظبي تعد، إلى جانب دورها الأكاديمي، مركزًا ديناميكيًا للحوار المفتوح والتبادل الثقافي، حيث تستضيف فعاليات متنوعة تسلط الضوء على رؤى عالمية وتحتفي بالإرث الإنساني الغني.. وأشارت إلى أن الجامعة حريصة على تزويد الجيل القادم بالمعرفة والمهارات التحليلية اللازمة لمواجهة التحديات المعاصرة، وتشجيع الطلبة على ابتكار حلول تدعم تطور المجتمع وتعزز التنمية المستدامة، سعياً لبناء مجتمعات أكثر شمولية وسلامًا وقدرة على الصمود.
صناعة القرار المستنير
وذكرت أن دور التعليم العالي في تعزيز الحوار وصناعة القرار المستنير بات، في ظل عالم يشهد تصاعداً في التحديات، أكثر أهمية من أي وقت مضى، الأمر الذي يتعين على الجامعات في ظله، تمكين الطلبة والقادة المستقبليين من المشاركة في نقاشات قائمة على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لإحداث تأثير حقيقي ومستدام.
وأشارت إلى أن الجامعة حريصة على تعزيز مبادرات البحث التخصصي والمشاريع التعاونية، حيث يجمع معهد المحيطات خبراء من جامعات مختلفة حول العالم لمعالجة القضايا البيئية الملحّة، ما يبرز قوة التعاون الأكاديمي في إحداث تغيير إيجابي.. وعن مبادرات الجامعة في “عام المجتمع”، قالت إن جامعة السوربون أبوظبي تعتزم إطلاق مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تعزز التعاون والابتكار والمشاركة المجتمعية الفعالة، وتسعى إلى توطيد علاقتها بالمجتمع عبر برامج التوعية، وفعاليات تبادل المعرفة، والشراكات الإستراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية.
“عام المحيط” البيئية
أطلقت جامعة السوربون أبوظبي مبادرة عام المحيط 2025، وذلك تزامنا مع احتفال الدولة باليوم الوطني للبيئة الثامن والعشرين وتجسيدا لالتزامها بدعم جهود الحفاظ على الحياة البحرية وتعزيز مستوى الابتكار والوعي في هذا المجال.. وتنسجم المبادرة مع تطلعات الدورة الثالثة من مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، والتي تُقام في مدينة نيس بفرنسا بين 9 و13 يونيو 2025 ، ونظمت الجامعة بهذه المناسبة عرضاً حصرياً للفيلم الوثائقي الحائز على جوائز “Ωcéans“ في حديقة جيرمان تيون داخل الحرم الجامعي، للتذكير بالدور الحيوي للمحيط على كوكب الأرض، والذي يُشار إليه غالبًا بـ “رئة الكوكب“.
و تعمل جامعة السوربون أبوظبي بشكل وثيق مع مجموعة من الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك هيئة البيئة – أبوظبي، لمعالجة التطورات البحثية المحلية والمساهمة في تطوير علوم المحيطات في المنطقة.. وفي ديسمبر 2024، انطلقت أول مهمة بحثية لمعهد المحيطات في أبوظبي، وركّزت المهمة على تطبيق تقنيات الحمض النووي البيئي (eDNA) والتقنيات الصوتية المتقدمة لدراسة التنوع البيولوجي البحري في دولة الإمارات.. وانطلقت منذ فترة أولى البعثات البحثية لدراسة أشجار المانغروف، بهدف تقييم النظم البيئية للمانغروف وتسهم هذه المشاريع البحثية طويلة الأمد في تقديم رؤى حاسمة حول التنوع البيولوجي الفريد في الدولة.
توظيف البحث العلمي
وقالت البروفيسورة ناتالي مارسيال بْراز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي إن المبادرة تعكس التزامنا بتوظيف البحث العلمي لحماية المنظومات البحرية، كما يشكل افتتاح معهد المحيطات مؤخراً خطوة محورية في تعزيز فهم النظام البيئي البحري لدولة الإمارات وتطوير مركز رائد للبحث والتدريس في علوم البحار.”
من جانبه قال الأميرال كريستوف برازوك، مدير معهد المحيطات التابع لجامعة السوربون باريس إنه ما نشهده في جامعة السوربون أبوظبي هو نموذج فريد من التعاون، يجمع بين أبرز الباحثين لتوحيد خبراتهم ودفع حدود البحث العلمي وتحقيق اكتشافات رائدة.. ويشكل معهد المحيطات في جامعة السوربون أبوظبي مركزاً للبحث العلمي متعدد التخصصات، حيث يركز على البيولوجيا الجزيئية، والكيمياء الحيوية، والصوتيات البحرية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في علوم المحيطات.
ويعمل المعهد بشكل وثيق مع مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي في الجامعة (SCAI)، حيث يتميز بنهجه الفريد الذي يجمع بين علوم المحيطات والعلوم الاجتماعية، مع تركيز خاص على القانون البيئي والبحري.. وفي إطار مبادرة عام المحيط، تقدم جامعة السوربون أبوظبي مجموعة من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية على مدار العام الجاري.