محمد بن راشد.. قائد ملهم يسابق الزمن وجناحاه الشعر والفروسية
"الصياد" – أبو ظبي

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله، حاكم دبي، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رجل لا ككل الرجال، لا تفيه الكلمات حقه وتعجز اللغة عن الإحاطة بإنجازاته اللافتة في مجالات شتى في مقدمتها فروسيته، بما فيها من حنكة وشهامة وشجاعة في مقارعة الصعاب، وموهبته الشعرية الفذة التي تساعده نسج الأحلام واستشراف المستقبل المضيء لدولة الإمارات الذي يعمل من أجل إعلاء بنائه ليل نهار.
إنه القائد الفذ والشاعر المرهف الذي تخيله أبو الطيب المتنبي أكبر شعراء العربية حينما نظم بيته الخالد “الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم”. فهو مبدع يقرض الشعر النبطي من نعومة أظفاره. تُرجم العديد من قصائده الى لغات أجنبي، وصدرت باقة من أشعاره المترجمة للإنكليزية بعنوان ” قصائد من الصحراء” لقيت رواجاً ملحوظاً. يتناول سموه في شعره موضوعات شتى، منها الرومانسي وفيها الوطني والاجتماعي، كما يحرص على مخاطبة فئات عمرية مختلفة، لتسليط الضوء على ظواهر راهنة ومعالجة ما يحتاج للمعالجة من عادات وسلوكيات.
والشيخ محمد، رجل دولة من الطراز الرفيع عجنته التجربة وأضاءت طريقه المعرفة العميقة ببلاده وبالعالم من حولها. وهو فارس ملهم لا يشق له غبار. تتلمذ في الحكمة علي يدي أبيه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتعلم منه الفروسية وفنون الصيد ورياضة الصيد بالصقور.
وللخيول مكانة مميزة في حياة سمو الشيخ محمد بن راشد، عرفها وعرفته عن كثب، كفارس شغوف بركوبها منذ بدايات حياته، وخاض على ظهورها سباقات خارجية أُجري أحدها في إنكلترا في 1967، وحقق انتصاره الأول في مضمار برايتون بجنوب إنكلترا بفضل المهرة حتا. تعزز ولع سموه بالخيول مع الزمن ولم تزده السنين إلا تعمقاً وتطوراً، حتى تحول إلى استثمارات كبيرة في مجال تربية الخيول وبرزت خيول سموه في سباقات مهمة في أنحاء العالم، ويغص سجله بالإنجازات اللافتة في مجال تربية الخيول وإعدادها بشكل يؤهلها لكي تتصدر سباقات شهيرة وتحصد جوائز عالمية.
ولعل براعة صاحب السمو في عالم السياسة ونشر السلام مستمدة في أحد جوانبها من فروسيته وقيمها النبيلة، فالفارس الحقيقي مقدام ومثابر وحكيم يتحلى بالصبر والحكمة.
وبفضل أفكاره النيرة، استطاع سموه أن يواءم دوماً بين الحداثة والأصالة. وإذ صارت دبي منارة للدنيا لجهة النجاح والنمو الاقتصاديين كما تحولت إلى معقل للتكنولوجيات المتطورة، فهي بقيت وفية لقيمها النبيلة وتقاليدها الأصيلة. وبفضل هذه التوجهات كلها، أصبحت اليوم في ظل قيادته الرشيدة وتوجيهاته تنافس كبريات العواصم على استقطاب السياح والرياضيين والأطباء والأكاديميين… وكبار المستثمرين، وتفتح صدرها للفنون بأنواعها كما تحتضن التجارب الإعلامية اللافتة والكتابات الإبداعية التي تستحق الإعجاب.
من يعرف الغربيين يعلم كيف تشع وجوههم بالبهجة لمجرد ذكر دبي التي ارتسمت صورتها في أذهانهم كفردوس بعيد تتوفر فيه أسباب الطمأنينة والحياة الرغيدة. ويجد فيها كثير من الملونين من ذوي الأصول الآسيوية في الغرب المكان الذي يتمتعون فيه بالأمان والمساواة والشعور بالانتماء.
أما عن التجار ورجال الاعمال الذين يتدفقون منذ عقود على دبي، فحدث ولا حرج. واللافت أن عدد أصحاب الملايين الذين يتخذون منها مقراً لأعمالهم وإقامتهم قد ارتفع بين من 71.5 ألف ثري في 2023 إلى 81.2 ألف في 2024، في الوقت الذي انخفض عدد هؤلاء الأثرياء في دول غربية كانت حتى الأمس القريب معقلهم المفضل.
وهذا كله ليس أكثر من “قمة جبل الجليد”، فالآتي سيحمل في طياته انجازات مدهشة أكثر، ولاسيما أن ربان سفينة نجاحات دبي الشيخ محمد بن راشد “رعاه الله” لا يرضى “بما دون النجوم” ولسان حاله أبداً يقول مع أبي الطيب المتنبي “أريد من زمني ذا أن يبّلغني/ ما ليس يبلغه من نفسه الزمن”.
وهو كريم مع الزمن يُحسن استثماره، إذ لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن بذل جهوده في خدمة بلاده وأهلها. والزمن يبادله السخاء بمثله، فيتيح له أن يحقق في وقت قصير نسبياً إنجازات استثنائية يحتاج النجاح في كل منها إلى المزيد من الوقت. هكذا يعطي الزمن الشيخ محمد بن راشد أكثر مما يأخذ منه، وكأنه يريد له أن يسبقه، وهو يغذ الخطى على طريق النجاح والتقدم.